من ديوان : أي مملكة هذا القلب
*******************
سَكَرَاتُ الحُبِّ قَاتِلَةٌ يَا سُلْطَانَةَ الغِيَاب
*********************
أَيَّتُهَا الغَائِبَةُ
السَّاكِنَةُ قَلْبَ الحَشَى وَجَعًا
مَا زَادَكِ البُعَادُ
إِلَّا حُضُورا يا سَيِّدَةَ الأَلَم
يَقْتُلُنِي الاشْتِيَاقُ
وَ كُلُّ الذِّكْرَى عَدَم
تَغِيبِين
فَيُصْبِحُ الكَوْنُ مَنْفَى
تَغِيبِين
فَتَصْطَكُّ جُدْرَانُ المَدِينَة
تَشْكُو الدُّرُوبُ غِيَابَ النَّهَار
تَسْقُطُ القُبَلُ ذَابِلَةً
كَفَرَاشَاتٍ تَغْتَالُهَا شُهُبُ الرَّحِيل
تَغِيبِين
فَيُصْبِحُ الكَوْنُ مُذَكَّرًا
أَلَسْتِ أَنْتِ أُنْثَى الأَرْض
أَلَسْتِ أَنْتِ الخُصُوبَة
وَ أَنِينُ الوِدْيَان
أَلَسْتِ أَنْتِ
مَنْ تَأْذَنِينَ لِلصَّبَاحِ
أَنْ يُشْرِقَ فِي صَدِر العَذَارَى
أَلَسْتِ أَنْتِ آخِرَ الآيَاتِ
فِي مُصْحَفِ العُشَّاق
تَغِيبِين
فَأُحِسُّ
بِبَرْدٍ
لَيْسَ كَمَا البَرْدُ الذِي يَعْرِفُهُ النَّاسُ
هُوَ أَقْرَبُ إِلَى الرَّجْفَةِ فِي القَلْب
هَلْ تَعْرِفِين
هُوَ بَرْدٌ تَلْتَقِي فِيهِ الضُّلُوعُ
لَا تُدَفِّيهِ حَرَارَةُ الشَّمْس
هَلْ تَعْرِفِين
هُوَ بَرْدٌ تَزْرَقُّ فِيهِ شَفَتَاي
أُحِسُّ بِشَيْءٍ
يُشْبِهُ الرَّغْبَةَ بِالسُّقُوطِ فِي بِئْر
هَلْ تَعْرِفِين
تَغِيبِين
فَيَحْتَلُّ الوَجَعُ أَسْفَلَ بَطْنِي
يَتَمَدَّدُ حَتَّى رُؤُوسَ الأَنَامِل
حُبَيْبَاتُ مَاءٍ
وَ صَقِيعٍ
تَنْزِلُ فِي ظَهْرِي
كَمَا حَد السَّيْفِ
سَكَرَاتُ الحُبِّ قَاتِلَةٌ
يَا سُلْطَانَةَ الغِيَابِ
تَتَلَذَّذِينَ
فِي اقْتِرَافِ هِوَايَةِ الغِيَابِ
مَعَ سَبْقِ الإِصْرَارِ وَ الحُبٍّ
فَأُوغِلُ فِي تَجَرُّعِ الأَلَمِ
سُمًّا
رَهجًا
حَنْظَلًا
مَوْتًا زُعَافًا
حَدَّ الفَنَاءِ فِيكِ
يَا نَبِيَّةَ الوَجَعِ
اهْرُبِي مَا شِئْتِ
سَتَظَلِّينَ امْرَأَةً وَحْدَكِ
وَ سَأُلَاحِقُكِ إِلَى آخِرِ المَجَرَّاتِ
مَلَكْتِ فَارْحَمِي
أَوْ لَا تَرْحَمِي
إِنِّي
قَدْ سَمَّيْتُكِ الغِيَاب
سَمَّيْتُكِ الوَجَعَ وَ العَذَاب
سَمَّيْتُكِ التِّيهَ وَ السَّحَاب
سَمَّيْتُكِ رَاجِمَاتِ الضَّبَاب
سَمَّيْتُكِ التَّعَبَ وَ الخَرَاب
سَمَّيْتُكِ مَوْتِي
سَمَّيْتُكِ حَياتِي
سَمَّيْتُكِ القَدَرَ
سَمَّيْتُكِ القَضَاءَ
سَمَّيْتُكِ مَوْعُودَ الكِتَاب
***** رضا الموسوي ****