رسائل أم غسان _7_
المساء يغري باحتساء رشفة من قهوة ظلت تتحرش بشفاهي مذ أعلنتُ عدائي لكل الوعود التي تبيع جغرافيا الأوطان وراء حدود التاريخ .. قرن مرّ و تجارة تزييف المعنى لازالت تتمدد في عروق الأرض .. ليس أمامي سوى القفز من عيون المدينة المحاصرة وتسلق حبال آيات الصبر المعلقة في أهداب السماء ، لعلي أروي شتلات حلم عنيد يأبى الإنبطاح في زمن الصمت الجاثم على أنفاس المقهورين ..
الخوف سيد و الربيع بشير البدايأت ..
غادرني ظلي حين سكن التردد ضلعي ..
لم يكن غير البحر سندا اتكأ عليه قلبي وهو يعانق مصاحف نبي قتله آخر أصحابه ..
مات الإنسان يا أم غسان وكل المعابر الموصلة الى الحياة تحتاج صكوك غفران من أوصياء الله في الأرض ..
أعذريني الليلة فلن أحبك كفاية كما يليق بقديسة .. وأجراس الملائكة أوقفت مزاميرها عن العزف في كنيسة القيامة .. الليلة يعلن سيد العشيرة نفسه أمينا للسماء على سوق المدن المسبية في حكايات ملوك الطوائف .. الليلة أخرسوا آخر الألسنة في الوطن ..
تقف الطريق في وجهي ولا لغة توصل تائها إلى بيت القصيد .. يتوغل الليل في وقت الشعب المخصي ولا سبيل لمصالحة النجوم الهاربة في عيون محتاج .. أجثو على ما تبقى من ماء يروي عطش السنين العجاف .. أشرب تعبي .. أعلن الليلة عيد الوعد العظيم .. أعلنك يا أم غسان وعد خلاصي العظيم ..
**سليمان الهواري **