Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

 الشاعر المغربي سليمان الهواري

الشاعر المغربي سليمان الهواري

قصائد وكتابات الشاعروالأديب سليمان الهواري الموثقة والمنشورة بموقعه الخاص


قراءة عاشقة في قصة الدكتورة زهرة عز : محفظة الوطن

Publié par Réda Almoussaoui sur 7 Janvier 2017, 05:07am

Catégories : #قراءة عاشقة

قراءة عاشقة في قصة الدكتورة زهرة عز : محفظة الوطن

 

قراءة عاشقة في قصة الدكتورة زهرة عز : محفظة الوطن ..
*************************************

محفظة الوطن .. أو محفظة سعيد ؟ 
القصاصة و المبدعة زهرة عز لا تمهلك في قصتها الجديدة كثيرا لتضعك وسط زوبعة الثنائيات النكدة للمجتمع .. ثراء فاحش عنوانه الحاج التاغي ، يقابله فقر مدقع تتمرغ فيه فاطمة و ما تمثل فاطمة .. و لكي تنكأ الجرح أكثر ترفع موتور الدراما فيه ،تجعل الحكاية دفترا و قلما و طفلا اسمه سعيد يعيش يومه الدراسي الأول و كل ما يعنيه هذا اليوم من فرحة .. فرحة تخسف بها وضعية أمه فاطمة التي تضطر في غياب محفظة حقيقية ، و أيضا في غياب كيس بلاستيكي كان ملاذا لتلاميذ الهامش يعوضهم عن المحفظات الجلدية الطبيعية التي يتأبطها كل تلامذة المدارس ""الأسوياء "" ، أن تفرغ كيس طحينها و يصبح الطحين لوازم مدرسية لابنها سعيد .. سعيد هل هو سعيد حقا ؟ أم هي سخرية القدر و كل شقاء العالم يحيط به من أقدامه التي تنتعل حذاء أخيه الأكبر إلى كل لباسه الذي تجعلنا الروائية زهرة نتخيله كما عشناه جميعا في حاراتنا و مدارسنا العمومية ..
ثنائية القصر و دور الصفيح المجاورة صورة تضخ سوادا أكبر في حكاية سعيد و هو ينتظر الفرج من هذا الكائن الذي يمتلك الحلول لكل شيء في ذهنه الصغير بما يجعله رجلا أقرب إلى الرب أو على الأقل رجلا أكبر من رجولة أبيه الذي باع تلفاز أطفاله مقابل لحمة و عدس .. 
ملوحة دموع سعيد لا يوازيها وجعا إلا الكديد المتراص على شريط الذباب خلف البيت القصديري .. حقنة الألم و السواد ترتفع في منسوب القصة كما الغضب في صدر سعيد ..
حلم المحفظة يسقط كما دموع سعيد بفعل بطاقة الانتخابات المشؤومة التي لا تملكها فاطمة .. و كأن الهواء يتوقف في القصة .. زهرة عز تتقن لعبة ضبط إيقاع التنفس لدى قارئها. .
دون كثير تركيز الأستاذة عز تشير إلى طبيعة الانتخابات المغربية و مصيبة الديموقراطية العرجاء عندنا . الأم المسكينة فاطمة الغارقة في آثار إجهاض و حمل بعد حمل ؛ وفقر دم طبيعي .. بما فيها من حس أمومة طبيعي تلجأ إلى ""دارت"" كما كل بيوت أحياء الفقراء و هنا تقف الأستاذة عز على مشكل غياب الصحة الإنجابية الذي يعتبر عاديا في هكذا ظروف كما تشير على الهامش إلى دورة الاقتصاد الترقيعي الذي تلجأ إليه الأسر المعوزة لفك ضائقتها و بما يدخل الجميع في دوامة الديون و ما ينتج عنها من مشاكل اجتماعية خطيرة و بما يخدم وضعيات الأسياد في المجتمع و يؤبد هذه التفاوتات الطبقية المهولة .. 
نعم الأم فاطمة توفقت هذا الصباح في تدبير ثمن المحفظة / الحلم كما في شراء اسفنجة لكل من سعيد و أخرى لسكينة .. لكن الفاجعة انها و بمجرد عودتها للبيت ستتفاجأ بكون سعيد استغل غيابها الصباحي ليشتغل مخه الصغير و يملي عليه حلا دراميا لا يوجد إلا في خيال الكتاب .. سعيد شنق نفسه و الدم يسيل من جنبات فمه .. نعم سعيد ابن التسع سنوات انتحر ..
لا تملك إلا أن تتوقف عن متابعة قصة الأستاذة زهرة عز لأن الأمر ينتقل من كونه قصة صاغتها خيالات مبدعة ليصير فاجعة حقيقية عاشها الوطن .. ذات جرح مغربي أو ذات خول مدرسي مغربي عندما لم يجد طفل في أحراش أطلس القهر إلا أن يشنق نفسه بحبل لأن والديه عجزا عن شراء محفظة يجمع فيها أدواته المدرسية كما كل أقرانه في القسم .. نعم هي الدكتورة عز كما عودتنا في كتاباتها ، تكتب من محبرة الوطن و الحبر ماء عيون المظلومين في الأزقة و الهوامش المنتشرة في ربوع البلد ..
أم سعيد لا تملك إلا الصراخ كما كل الفقراء .. الحاج التاغي قتل ولدي !!!
سيارة التاغي السوداء أخفت وراء جدار القصر الف قصر و الف حاج و الف ظالم و الف طاغية يقتلون كل صباح الف طفل و الف حلم و الف أم و الف انتظار .. 
تضعنا المبدعة زهرة في مهب الأسئلة و عيوننا إلى وطن يشنق أطفاله من أجل محفظة .. 
و كما عادة زهرة تعدنا بقصة قريبة و وجع جديد و إبداع متميز جديد نتأكد فيه كل يوم أننا نعتز حقا بكاتبة و قصاصة روائية مغربية اسمها : الدكتورة زهرة عز 
و كل صباح ننتظر أن تينع زهرة الوطن و كل صباح لنا حلم في عز ..
****رضا الموسوي ****

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Archives

Nous sommes sociaux !

Articles récents