Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

 الشاعر المغربي سليمان الهواري

الشاعر المغربي سليمان الهواري

قصائد وكتابات الشاعروالأديب سليمان الهواري الموثقة والمنشورة بموقعه الخاص


قراءة عاشقة لقصة الدكتورة زهرة عز : وطن بلا عينين

Publié par Réda Almoussaoui sur 9 Février 2017, 19:49pm

Catégories : #قراءة عاشقة, #قصة, #سرد, #قراء ات

 

قراءة عاشقة لقصة الدكتورة زهرة عز : وطن بلا عينين
************************************************
وطن بلا عينين ..
بلا عينين .. اي بداية هذه لقصة قررت كاتبتها ان تحجب الضوء قبل انطلاق الكلام ؟؟ 
انت اذن في قلب الليل و السواد يحيطك حيث ترمي خطواتك ، فاي مصيبة و الوطن هو الاعمى ؟؟ ..
وطن بلا عينين ..
بداية قصة تطرح الف سؤال و سؤال و من العتبة الاولى تلج بك الروائية و القاصة المغربية زهرة عز عبر عوالم الدهشة و القلق .. انه الوطن عندما يفقد بصره و ربما بصيرته .. 
اي مصير مجهول ينتظر المواطن و خطوات وطنه الاعمى تدوسه دون رحمة في كل خطوة .. فعلا ما اجمل القاصة و هي تختار عنوان قصتها او هو العنوان عندما اختارها مرآة لوجع الوطن .. نحن في حضرة قاصة محترفة تعرفنا جيدا نحن قراؤها ..
ومن حيث الحلم تنطلق مغامرة السرد عند الدكتورة زهرة .. أيوب يفلت مرة اخرى من الكابوس الذي يسيطر عليه حيث هو طائر الموت او النار او الرماد ، ما يعرفه ايوب انه يكاد يختنق من الفزع .. ايوب اسم الصبر و المعاناة كما هي عادة قاصتنا تختار دائما اسماءها بدقة كما سعيد و قصة شقائه اللامتناهية و كما حسن و لا حسن يكسو وجهه الذي يواريه وراء قناع .. ايوب عنوان تلامس من خلاله زهرة عز احد الاشكالات الكبرى في الوطن اي بطالة الشباب ذوي الشواهد العليا في ارتباطها بكل المآسي المتفرعة عنها في جحيم الفقر .. ايوب و كما كل الايوبيين الشباب ممن اقاموا الحجة على الوطن .. ايوب اكمل دراسته العليا في الاقتصاد دون ان يشفع له شيء كي يكون بشرا سويا ، يعمل في وظيفة محترمة و يرتاح و يفرح و يضحك و يحب و يتزوج .. 
لا شيء من هذا يعرفه ايوب .. من سماك ايوب كان يعرف ان مصيرك هو الصبر على الحرمان من كل شيء .. أي أيوب انت و روائيتنا زهرة تنثر من سوادات يومك في رئتينا كل لحظة دخانا ابيض يقل معه الهواء تدريجيا .. ابوك اقعده المرض و امك فاطمة المعروفة بعجينها و غرام زبنائها به هي من تكلفت بمتابعة مشوار العربة و الخبز و الطريق و الفقر وسط اخويك الذين لم تسعهما ظروف الاسرة لاكمال دراستهما .. و انت الذي اكملتها كيف كافأك الوطن و انت تشهر من جلدك شهادة الدكتوراه ؟؟
ايوب اسير الاحلام كما كل ابناء الفقراء .. و كم حلما يكفي لينتصر على قتامة الواقع ؟ .. وحده صوت المؤذن يذكر ايوب انه لم يصل من مدة طويلة .. كيف القهر ينسيك نفسك احيانا .. و قد ينسيك الله ذاته .. صلاة الفجر تقوده الى حلم جديد حيث الشمس و الدفئ كي يعاود الخلق من رماد الكابوس الاول .. ايوب يطير نحو النور .. ايوب لا يفقد الحلم .. حين يصير الحلم زادا و فطورا و قوت عزيمة كادت تقتلها طوارئ الايام .. لا وقت لليأس يا ايوب .. طائر الفينيق لا يموت ..
ايوب ياخد مشعل العربة و الخبيزة .. و لتكن البداية من حيث المعتصم و شباب الوطن يرفعون قلوبهم و احلامهم و احتجاجاتهم بكل السبل في وجه الجلاد .. و لا مجيب هنا سوى سياط رجال الامن المنتشرين في المكان .. ايوب يؤدي الفاتورة حالا .. عربته تقلب و خبز امه يتناثر في كل الارجاء تحت سيل الركل و العفس و عصا رجال الامن الامناء على اداء رسالة اكرام هؤلاء الشباب .. 
الدكتورة عز تثير قضية بحجم المصير و الوطن ملايين الشباب العاطل و هم يحملون اعلى الشهادات .. و كل بيت مغربي يعاني من هذه الآفة .. ماذا ينتظر بلدا يمشي بلا عجلات ؟؟
منتصب القامة امشي .. مرفوع الهامة امشي ..
ارفع صوتك يا ايوب في وجه القهر .. حر انت و حر و حر و حر ..
اصوات المقهورين المنهوكة تتعالى .. الحمامة حلم و امل اسقطتها روائيتنا على اسنان ايوب المشتتة في تراب الوطن المغدور .. دم ليس محله ان يهرق هنا و جسد الوطن الذي ينخره الفساد يعاني من فقر الدم المزمن ..
غيبوبة اخرى و ظلام دامس يبتلع ايوب مرة اخرى حيث وحده قلبه لا يريد الاستسلام .. ايوب لازال يحلم ببيت كبير و حديقة و زوجة و اطفال ينصفون والديه في بعض سعادة يستحقونها هنا على تراب هذه الارض .. لاشي من هذا سيحصل .. وحده الظلام سيلفك الى الابد يا ايوب و لا الوان ستعانقها عينيك بعد اليوم ..
خفقات قلبك تكاد تتوقف و الصدمة صدمتين .. زهرة تحمل السماء باحدى يديها و تصفعك في قلب وجهك .. ليس الوطن وحده من يغدر بايوب .. يتكالب القدر ايضا عليه في متواليات نكبات تقع .. ابوك مات يا ايوب من هول ما وقع لك .. و لا نور يسكن مقلتيك لترى الدنيا الآن .. و الافظع ما قلته انت يا ايوب .. 
وقد أرى بعيون الوطن. آه أمي الحنون،، نسيت أَنَّ وطني بلا عينين !!.
تتركنا زهرة عز مشدوهين منقبضين في عز ازمة النص .. هي لم تحقن هنا بعض محسنات كي تزين نهايتها بل نثرت عليها ما تبقى من سواد القهر ... لا شيء بقي واقفا و الوطن يصير اعمى .. وحده بعض امل و بعض حلم ظل معلقا لعل صباحات الايام تفتح صدرها لايوب الوطن ..
قمة الجمال هذا النص صياغة و لغة و حبكة سرد تخبرنا السيدة زهرة انها كل يوم تتمكن اكثر من تقنيات الحكي و اسر المتلقي حتى آخر شهقة .. تؤكد بما لا يدع مجالا للشك اننا في زمن الروائية و القاصة المغربية زهرة عز ..
**** رضا الموسوي / 9-2-2017 ****

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Archives

Nous sommes sociaux !

Articles récents